الخميس، 5 فبراير 2015

كيف يفهم ويفكر الاطفال من 0حتى6 أشهر

أطفالكم الرُضّع جديدون جدًا في هذا العالم .
فهم غير قادرين على إدراك الأشياء من حولهم بشكل منطقي. إنهم سريعو الخوف. وهم بحاجة لمعرفة أنهم آمنون ومحميّون .
من الهام جدًا في هذه المرحلة أن يوفر الأهل للرضيع الكثير من الشعور الدفء .
ليست هناك حاجة إلى البنية في هذه المرحلة ٬ إذ لا يستطيع الأطفال الرُضّع إدراك وفهم القوانين أو التفسيرات. إنهم بحاجة لليقين بأن هنالك من يهتم باحتياجاتهم ٬ لا غير .
الأطفال الرضّع لا يعرفون الكلمات بعد. إنهم يبكون لإخبارنا بأنهم بحاجة إلى شيء ما. إنهم يعرفون بسرعة ما إذا كان بمقدورهم وضع ثقتهم بنا كي نستمع ونلبي .
بالنسبة للأهل ٬ فإن أهم ما يمكنهم فعله في هذه المرحلة هو الاستجابة لرضيعهم وبذل كل ما في وسعهم لمعرفة إحتياجاته .
من أهمّ ما يحتاجه الأطفال أن نقوم بحملهم واحتضانهم وهزّهم .
يشكل احتضان طفلكم شأنًا هامًا جدًا للعلاقة بينكما. فإذا شعر الطفل بالأمان معكم ٬ فلن يخاف من تعلّم أشياء جديدة عندما يحين الوقت لذلك الإحتضان هامّ أيضا من أجل تطور دماغ الطفل. هزّ الطفل وحمله هما كالغذاء للدماغ ٬ الذي يقوم ببناء الروابط بين خلايا العقل المختلفة
الأطفال الرضع غير قادرين على فهم مشاعرهم ٬ كما أنهم غير قادرين ٬ أيضًا ٬ على فهم مشاعركم.
عندما يبكي الأطفال الرضع فإنهم لا يقصدون إغضابكم .
إنهم لا يعرفون أصلا ما معنى "الغضب". لا يعرفون أصلا لماذا يبكون! وفي بعض الأحيان قد يُشعرهم بكاؤهم بالخوف .
تذكّروا أنّ البكاء أمر طبيعيّ. ومن الطبيعيّ أيضًا أن يستمرّ البكاء ٬ حتى عندما تحاولون مواساة طفلكم ٬ ومن الطبيعي أن يستمر البكاء فترة طويلة ٬ خاصة في المساء .
في هذه المرحلة ٬ أهم ما بمقدور الأهل فعله هو التأكيد لطفلهم بأنه آمِن. عندما يشعر الطفل بالأمان معكم ٬ سيطوّر ارتباطًا
وثيقًا بكم.
هذا الارتباط هو القَوام الأساسي لعلاقتكم بطفلكم في السّنوات القادمة .
في هذه المرحلة يتعلم الأطفال كيفية استخدام عضلاتهم. يتعلمون الإمساك والمَضغ. يُحبّون اختطاف الأشياء ويُدخلون كل شيء إلى أفواههم .
الإمساك بالأشياء ومضغها يطوّران عضلات طفلكم. وبواسطة الإمساك ٬ يتعلم الطفل كيفية استخدام يديه وأصابعه. وبواسطة المضغ ٬ يحرك العضلات التي يحتاجها كي يأكل الطعام "الصلب" ٬ وكي يتكلم .
عندما يقوم طفلكم بسحب مجوهراتكم ووضعها في فمه ٬ فإنه لا يتصرف بشكل "رديء" ٬ بل يتصرف بشكل غريزيّ. أنه يستخدم الطريقة الوحيدة التي يعرفها ليتعلم ما هي هذه الأشياء ٬ وفي نفس الوقت يمرّن عضلات هامة جدًا .
وفي الفترة التي يبدأ فيها الطفل بوضع الأشياء في فمه ٬ تكمن وظيفة الأهل في التأكد من عدم وجود
أيّ أمر قد يؤذي الطفل في الجوار. وإذا وضع الطفل أشياء صغيرة في فمه فقد يؤدي ذلك إلى اختناقه. وإذا وضع كيماويات أو قذارات في فمه فقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بصحته .
لذلك من الهام جدًا بمكان أن نزيل من محيط الطفل جميع الأمور التي قد تتسبّب في إيذائه في حال قام بلمسها أو مضغها .

  • تذكروا أن الأطفال في هذا العمر لا يفهمون معنى الخطر. الحل الأفضل هو أن نؤمّن لهم محيطًا آمنًا. بعد ذلك ٬ وعندما تتطوّر لغتهم وفهمهم ٬ يمكنكم البدء بتعليمهم ما معنى الخطر


  • تذكّروا أنّ الأطفال لا يبكون بهدف إغضابكم أبدًا. فالأطفال لا يدركون أنكم تملكون المشاعر. أنهم يبكون فقط لأنّ هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يعرفونها.


                                                  من كتاب الانضباط الايجابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق