الخميس، 8 أكتوبر 2015

توصيات نحو تربية جنسية سليمة ولنأخذ السن من ( 2 : 6 )

- يغرس الوالدان في الطفل معنى الحوار وهو أن يحكي الطفل لأبويه ما حدث له من أمور مفرحة أو محزنة ،وعلى الوالدين أن يجيدا فن الأصغاء لأن الطفل في هذه المرحلة كثير الكلام بشكل كبيرخاصة بعد دخلوله الروضة .
- الحرص على تعريفه بأعضائه التناسلية ، ونوضح له أنها أعضائه الخاصة والتي لا يجب أن يراه أحد أو نكشهفا لأحد - طبعا إلا للأب أو لأم أو للدادا في الروضة .
- نعلم الطفل بأن يصرخ وأن يقول " لا " لمن يريد أن يلمس أعضائه أو يكشفها.
- لا يترك الوالدان الطفل عند الأقارب أو الجيران الذين لديهم أولاد مراهقين، وإن اضطروا لذلك فليحطاطوا للأمر .
- تعليم الطفل كيفية قضاء الحاجة ( استعمال الحمام وتشطيف نفسه )
- تعويد الطفل على أن ينام على أحد جانبيه وأن لا ينام على بطنه .
- على الوالدين والأم بالأخص أن لا ترتدي ملابس شفافة أو كاشفة للعورات لإن الطفل قد يقلد ما يراه أمام الآخرين .
- لا بد أن يحرص الوالدين على عدم ظهور مداعبات أو إيماءات جنسية بينهما أمام الأطفال.
- تعليم الطفل آداب الاستذان عند دخول غرفة نوم الوالدين .
- نوضح للطفل سبب غلق باب غرفة النوم واستقلال الأب والأم بسرير واستقلال 
- نختار قنوات التلفزيون المناسبة للأولاد ، ونناقشهم فيما يشاهدونه.
- توخي الحذر عند مشاهدة الأفلام والمسلسلات أمام الأطفال ، فقد يظهر منظر مخل ويراه الطفل ،وفي حدوث ذلك نوضح للطفل أن هذا الأمر خطأ وعيب ، لأن الطفل لا يدري الصواب والخطأ في هذه الأمر وقد يقلد ذلك مع أخوته أو مع أصدقائه في الروضة .
- عدم التحدث بدافع الضحك والتنكيت ، بأن الطفلة فلانة عروسة جميلة سوف تتزوج فلان ...أو هذا الطفل رجل وسوف نزوجه فلانه .
- نعلم الطفل خاصة عند السادسة أنه قد كبر ولا يقبل بأن يجلس على حجر الأخرين غير الأب والأم .
- على الأباء عدم تكرار حك منطقة الفرج أمام الأطفال فهذا الأمر يتكرر حدوثه من بعض الأباء ويقلدوه الأطفال .
- يشرح الأباء للطفل مفهوم الذكر والأنثى والفرقات التي ميز الله بها كل نوع ، ويتدرج الشرح لتوضيح الفرقات بين الرجل والمرآه من حيث ( شكل الجسم بتفصيلاته"شعر ,صدر ،...، وأعضاء تناسلية " – اللبس - وطبيعة الأعمال المناسبة لكل نوع )
- يعلم الوالدان الطفل بأن هناك بعض الأمور(المعلومات الجنسية ) نعرفها من بابا وماما ولكن لا نتحدث بها أمام الناس.
- يستغل الوالدان الوقت عندما يسألهم الطفل أسئلة تتعلق بالجنس ، فيعرفان ما في ذهنه ثم يفصلان له فيما يستطيع فهمه .

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

الانفصال

متصل دائما بموضوع التعلق مشكلة الانفصال ,حسنا يمكن أن يكون الانفصال شيء ايجابي و لكنه يمكن أن يكون شيء سلبي أيضا , في مثالنا عن بن الانفصال كان شيء ايجابي حيث انه أتاح له أن يزحف لاستكشاف العالم من حوله و لمعرفته انه يستطيع الرجوع وقتما يشاء. 
لكننا أحيانا نصبح في مواقف نضطر فيها أن نفصل الطفل عنا , ربما للاضطرار لذهاب للعمل و نريد أن نتركهم في مؤسسة لرعاية الأطفال الصغار , ربما نضطر لتركهم عند أجدادهم لليله , ربما حتى لتركهم مع صديق لقضاء حاجه ما سريعا , جميع هذه المواقف يتعرض إليها مقدمي الرعاية حين يضطرون الانفصال عن الرضع و هذا شيء طبيعي و هنا الطفل قد يظهر بعض مظاهر ما نسميه "قلق الانفصال" أو بعض الكرب نتيجة لهذا الانفصال ,
حسنا ما الذي بإمكاننا توقعه في مثل هذه المواقف ؟
عند شروعنا بترك الطفل مع شخص آخر كالمدرس أو فرد من العائلة أو ربما صديق ما نتوقعه مجرد انتقالنا إلي المبني هو أن الطفل سيصبح أكثر تعلق بنا و ربما ممسك بأذرعنا بشده و سينظر إلي الغرفة حوله لمعرفه ما يحدث و بالنظر إلي وجوهه نتمكن من رؤية أنه بالفعل يعلم ما يحدث و أنه ربما يبدأ بالبكاء من حين لآخر , و كلما أصررنا علي تركه وإنزاله علي الأرض و إعطاءه لشخص آخر سيبكي ثانية و إن كان يتحرك فسيتبعنا و نحن نبادر بالخروج و هذا كله أمر طبيعي فهذا الأمر جزء من قلقه إنه يعلم أننا سنغادر بعيدا . المهم هو " و هذا سنناقشه بعد دقيقه " كيف ندعم هذه العملية "عملية الانفصال" , في عمر الثانية تقريبا نجد أن القلق من الانفصال تزداد حدته بشكل سريع و ربما نتوقع عند مبادرتنا بالخروج أن نجد طفلنا الدارج يصرخ بشده أو ربما يرمي نفسه علي الأرض من شدة اليأس و من المعروف أن نجد بعد الأطفال يجرون و يتبعون والديهم أو مقدمي الرعاية و يجذبونهم من ملابسهم و يقولون لا لا "بمعني أرجوك أن تبقي ,لا تذهب" ..
لذا ما المهم تذكره لكي ندعم عملية الانفصال ؟
أولا انه شيء طبيعي كما قلنا إن هذا الشيء طبيعي بالنسبة للأطفال و هم يتعلمون كيف يصبحوا مستقلين و يكتشفوا عالمهم .
ثانيا إن قوة تأثير الانفصال علي الطفل شيء فردي و يعتمد علي أشياء مثل إن كان الطفل يشعر بمرض ما هذا اليوم , و أو يعتمد علي الموقف نفسه, أو ربما إن البيئة الذي سينتقل إليها جديدة عليه و انه تعود علي الذهاب إلي أماكن محدده فقط و الآن عليه أن يذهب إلي هذا المكان الجديد و هذا الشيء يمكنه أن يجعل الانفصال صعباً و يزيد من قلق الطفل في هذه المرحلة .
شيء آخر نتشارك فيه مع أطفالنا إننا الكبار نشعر بالقلق من الانفصال عن أطفالنا بالقدر نفسه الذي يشعر أطفالنا بالقلق للانفصال عنّا , لذا من المهم حقا أن تغادر مجرد أن قلت لطفلك مع السلامة و تركته المسئول عن رعايته في هذا الوقت لا تستمر بوجودك في المكان لتطمئن عليه أو علي الأقل لا تدعه يراك بعد أن ذهبت لأن هذا سيعيد إليه الشعور بالقلق ثانية اتركه للمسئول عنه يطمئنه و يصرف انتباهه عن ذهابك , قد يعطونه شيء يحبه مثل دميته أو لحافه المفضل لديه , أو الذهاب به إلي النافذة و لفت نظره لشيء آخر مثل "هذا العجوز يأخذ كلبه ليتمشي " , الأطفال يتشتتون بسهوله عما يزعجهم و مجرد أن يهدءوا و يستقروا سيكونون علي ما يرام , و إن كنت كولي أمر قلق, اتصل بهم بعد 5 أو 10 دقائق لتطمئن عليهم و ستندهش من معرفة أنهم يلعبون و سعداء .
.............................
رأيي الشخصي : هو محاولة تعويد الطفل علي الشخص الذي تخطط ترك الطفل معه و تعويده علي المكان ان أمكن ... ان اضطريت ترك الطفل دون تخطيط مسبق ... حاول البقاء معه الي ان يطمئن الي المكان الجديد و الأشخاص المتواجدين فيه ... نقطه أخري القصص و المسرحيات بين العرائس قد تساعد في التأهيل النفسي للطفل للانفصال

التبادلية


في الموضوع السابق رأينا مثالا عن بن و أمه و ما رأيناه هو بداية لما نسميه بالعلاقة التبادلية أو بمعني آخر علاقة الأخذ و العطاء و هو عندما يبدأ الطفل و مقدمي الرعاية بعمل حوار متبادل.
في البداية يكون الأمر أساسي جدا حيث يبدأ الرضيع في البكاء فمقدم الرعاية "في المراحل الأولي" لا يعرف لماذا كل هذا البكاء ؟! و يسألون أنفسهم هل هو جائع ؟ هل هم متعب؟ هل يشعر بالألم ؟ و يتفاعل مقدمي الرعاية بناءا علي هذا و ما يتعلمه الرضيع هنا "آه إذا بكيت فسيأتي أحد ليحملني و يساعدني" و هذا بداية الحوار المتبادل بينهم تدريجيا يتطور الحوار بينهم , فبدل من مجرد البكاء البسيط , يستمع الطفل إلي صوت مقدمي الرعاية و يبدءون بتحريك أجسامهم يبدو هذا و كأنه حوار غير منطوق يحدث , و ما يتساءله الرضيع إذا تحركت و أنت تحدثني هل ستسمر في الحديث معي ؟ أم ستذهب بعيدا ؟ بالطبع إذا استمريت بالتحدث إليه فستجدينه يستمر في تحريك جسده و غالبا بشكل يمكن توقعه حيث تتحدثين فيحرك أطرافه تتحدثين ثانية فيحرك أطرافه ثانية , إنها عملية تبادليه بينكم ,, الرضع أيضا يحبون النظر إلي الوجوه و خاصة إذا كان وجهك علي بعد 15 أو 30 سم عن وجهه حينها يركزون فعلا في الوجه .
و بالطبع لدينا هذا الوقت الساحري حين يبدءون في الابتسام , يبتسم لك الرضيع فتبتسم له أنت بالطبع في المقابل و بعد قليل يكتشف الرضيع آه أنا أبتسم و حينها يبتسم شخص آخر إليّ و سيكون بمقدورنا البقاء مده معا نستمتع بهذا التبادل .
دعونا نلقي نظره أبعد عن نظام التبادل , يمكنك أن تلاحظ حين يتعلم الطفل الصغير لعبة "إخفاء الوجه-peekaboo" نحن الكبار نبدأ في إخفاء أعيننا و كأنا اختفينا لكنا نظهرهما ثانية فيعرف الصغير أننا ما زلنا هنا , و ما سيفعله الصغار أنهم سيقلدوننا و في الواقع هذه طريقة مسلية جدا للعملية التبادلية و تستمر مرارا و تكرارا و سيلعبها الأطفال بشكل لا نهائي و المهم في هذه اللعبة ليس فقط أنها تطور لديهم النطق لكن أيضا تطور تعلم تعبيرات الوجه و الأطفال حينها يتعلمون أن التواصل مع الآخرين عملية أكثر تعقيدا من مجرد الكلام و إن له أوجه كثيرة.
و أيضا الأساسيات حين نري أطفال كبار قليلا يتبادلون الأدوار في اللعب لأنها عملية أخذ و عطاء ,هذا التبادل في الحقيقة حوار يقول أحدهم للآخر حسنا سأنتظرك و أنت في المقابل ستنتظرني .

التعلق

حسنا ما هو التعلق ؟ مبدئيا هو صله شعورية تتكون بين شخصين .
عامة بالنسبة للرضيع تتكون هذه الصلة بينه و بين أمه لكن قد تحدث ب*ينه و بين أي شخص يقدم له الحب و الرعاية بشكل دائم , يمكن أن يكون الأب أو الجد , يمكن أن يكون الوالدين بالتبني , أو حتى في بعض الحالات المربية.
الآن دعونا نلقي نظره علي المراحل الثلاث لتعلق الرضع :
المرحلة الأولي:
الرضع حتى الأسبوع الثامن يحاولون جذب انتباهنا فهم يبكون, يناغون , و قريبا جدا سيبدءون في الابتسام و في المقابل مقدمي الرعاية يحاولون فهم ما هو سبب بكاءهم .. و ربما يتساءلون هل طفلي جائع ؟ هل يشكو من ألم ما ؟ و حقيقةً جودة تجاوبهم و توقيت تجاوبهم هو في الواقع الذي يُفعل البداية لتشكيل تعلق آمن للرضع .
المرحلة الثانية :
يتحول التعلق و يتطور قليلا حيث نجد الرضيع يبدأ بالتشبث و التمسك بمقدمي الرعاية , سيتمكنون من التفرقة بين الأصوات المألوفة و الغير مألوفة. و ربما إذا كانوا في المهد أو الكرسي و سمعوا صوت مألوف يتحدث يتعقبون الصوت بأعينهم أو حتى الالتفات برؤوسهم اتجاه هذا الصوت المألوف.
المرحلة الثالثة:
يصبح التعلق معقد أكثر وفي هذه المرحلة عندما يبدأ الطفل في الحبو مهم جدا بالنسبة له الاستقلال و البدء في اكتشاف العالم من حوله لكن ما يفعله الصغار حينها هو البقاء بالقرب من مقدمي الرعاية و بعد قليل قد يحبون بعيدا بعض الوقت ثم يعودون مرة أخري ثم بعدها يصبحون مغامرين أكثر فيبتعدون لمسافة أكبر ثم يعودون مره أخري .. كأنك تري رباط مطاطي يتمدد ثم ينكمش ثم يتمدد أكثر ثم ينكمش ثم يتمدد هذه المره أكثر من قبل .
مهم في مرحلة التعلق أن يكون مقدمي الرعاية دائما علي قرب من الرضع حتى يتمكن الصغار من رؤيتهم أو الشعور إنهم علي مقربه من خلال أصواتهم .
-دعونا نأخذ مثال : هذا بن عمره 9 شهور و هو في المرحلة الثالثة من التعلق و هو يستطيع الحبو , هنا "في الفيديو" هو يسأل عن أمه من خلال بكاءه أو مناغاته ان تأتي له و تهتم به .. ربما يكون جائع و ربما يلفت الانتباه إليه لكن أمه تعرف ما يريد فتذهب إليه و تسأله هل انت جائع ؟ حسنا تحمله و تطعمه و تضعه في مهده لينام و يذهب في النوم سريعا و حين يستيقظ يجلس و ينادي عليها , هو لا يبكي بكاء توتر و قلق هو فقط يسأل هل أنت هنا أمي ؟و هي تسمعه و تذهب اليه و تحمله لبعض الوقت و بعضها يذهب بن للحبو و استكشاف غرفته, اذا قررت أمه الذهاب لغرفة أخري تنادي عليه و تقول له انها ستذهب و حتي و ان لم يتمكن من فهمها حرفيا لكنها تبلغه لتطمئنه و تساعده علي الفهم انها لن تختفي عنه و اذا نادي عليها ترد عليه "حسنا بن أنا هنا هل تذكر " و يرتاح بن من قلقه يستمر في لعبه و استكشافه .

مشاركة الأطفال في رؤيتهم

-يوجد ثلاث نظريات أساسية لفهم عالم الأطفال من منظورهم : (3 Bs) و هم "أن انتمي","أن أكون" "سأكون"
"Belonging" , "Being", "Becoming"


*"أن أنتمي": Belonging
-"معرفة أين و لمن ننتمي شيء مُكمل لوجودنا الإنساني" , لكن لماذا هو كذلك؟! حسنا لأننا في الأساس كائنات اجتماعيه, نعيش في جماعات ,نشكل مجتمعات و أن ننتمي لمجتمعنا شيء هام جدا لنا لنستطيع الاجابه علي مثل هذه الأسئله ك"هل أنا مقبول من الآخرين ؟" "هل أنا محبوب؟" "هل أستطيع المساهمة كغيري داخل مجتمعي؟"
-سأطلب منك شيئا و هو التفكير بأكثر مكان تشعر فيه بالانتماء ربما يكون مكان مادي مثل منزلك , أو حتي غرفة داخل المنزل تحب الذهاب إليها و تشعر بشعور جيد انك فيها شعور ب " الراحة , الهدوء , السكينة " و انك لا تريد أبدا الخروج منها لأنها أنت , لأنها مكانك .
أو ربما يكون مكان بالخارج بعض الناس يحبون الانسحاب الي جزع شجرة و عندما يصلوا اليها .... أو ربما الذهاب الي شاطئ البحر و يأخذون نفس عميق و يتنهدون "هنا مكاني"
أو ربما يكون هذا الشعور وسط مجموعه معينه من الناس ربما وسط عائلتك تشعر بقدر كبير من الانتماء , ربما في مكان عملك , ربما وسط أصدقاءك القدامى من قضيت معهم الكثير من الوقت فيما سبق و ربما اجتمعتم و شعرتم أنه لم تختلف طريقة تفكيركم .. الشعور بالانتماء يختلف من شخص لآخر لكن الشيء المحوري الذي جميعا نتشارك فيه هو اننا نشعر بهذا الإحساس العميق لاحتياجنا للشعور بالانتماء تجاه اناس أو مكان نشعر فيه أننا في وطننا

*"أن أكون": Being
"الطفولة هي الوقت الذي -نبحث فيه عن و نشكل- معناً للعالم من حولنا " و نخص الطفولة بذلك لأنه من الصعب علينا تذكر وقتها عندما كنا أطفال و كيف كان من الهام جدا لنا أن نقضي بعض الوقت وحدنا أحرار مسموح لنا اكتشاف الأشياء الهامة لنا,
نحن نعيش في عالم سريع للغاية , و نبدو أننا نحن الكبار دائما في عجله من أمرنا لذا نحن في الغالب نجلب أطفالنا معنا لهذا العالم السريع لكن في بعض الوقت من المهم أن نبطيء الأمور و ربما نلقي نظره الي كل الأنشطة التي نقوم بها و نعجل بأطفالنا خلالها و نفكر "هل باستطاعتنا أن نبسط حياتنا بعض الشيء و نعطي لهم الفرصة أن يكبروا , أن ينموا بأنفسهم ؟"

*"سأكون": Becoming
"هي عملية تعكس التطور السريع الملحوظ في السنوات الأولي من العمر من تعلم و نمو و هذا معناه تعلم أن يشاركوا بالكليه داخل مجتمعهم بشكل فعال ."
و بالفعل يحدث الكثير من التغيير في السنوات الأولي و "سأكون" بالنسبة للطفل هي عملية ستحدث و هم في الغالب متسرعين في رغبتهم أن يكبروا , يريدون أن يكونوا كالكبار , لذا من المهم بالنسبة لنا أن نفهم أن "سأكون" تأخذ الكثير من الوقت و الكثير و الكثير من السنوات ,
غالبا ما نتحدث مع الأطفال عما سيغدو عملهم عندما يكبروا كأننا نتوقع حدوث ذلك غدا ! لكن من الطبيعي أن يتغير فكر الأطفال و آرائهم كثيرا علي مر سنوات تُشكلهم.
لكن ربما ما نستطيع التكلم عنه هي حقيقة أنهم كُتّاب جيدون مثلا , أو أنهم مستمعون رائعون أو أنهم يجيدون لعب الموسيقي .. لكن كل هذا لا يعني بالضرورة أنهم سيكبرون و تكون هذه وظيفتهم .
شيء آخر نريد أن نقدّره في هذه العملية "سأكون" إنها ليست فقط لتحديد ما سيفعله الصغار عندما يكبروا بل أيضا ما سيكبرون ليكونوا عليه كأشخاص و دورنا نحن كقدوة في حياتهم أن نقود لهم الطريق و نعلمهم القيم و المعتقدات الضرورية لأنه عن طريقنا سيصبحون ناس عطوفين , صرحاء , يحددون ما هو فعلا المهم و ما موقعه داخل منظومتهم للقيم .. و كل ما سيتعلمونه مننا سيأخذونه معهم في كبرهم

التعلم من الأشخاص- التعليم بالقدوة

-نتحدث في هذا الموضوع عن تعلم الأطفال من الأشخاص من حولهم و بالأخص ما يتعلمه الأطفال من أسرهم , من أقرانهم أو من غيرهم من الأطفال و من الكبار المتواجدين داخل حياتهم 
1- لنبدأ بالأسره : الأسر هي أكبر مؤثر و أشخاصها هم القدوه الأولي في حياة الأطفال
-فمنهم يتعلم الأطفال هويتهم"من يكونو؟ا" , انتماءاتهم " الي أين ينتموا في هذا العالم ؟"
-تبث الأسره بداخلهم القيم و المعتقداتز.
- يتعلمون القواعد و الحدود , ما هو مقبول و العكس ليس فقط في بيتهم و لكن في المجتمع ككل .
- يتعلمون عن أشياء بسيطه مثل آداب الطعام , كيف يغسلون أيديهم ويتعلمون أيضا كيفية التعامل الجيد مع الآخرين لأن أسرهم تعلمهم مفهوم مراعاة المشاعر و الشفقه و الحرص علي الغير .
- لذا نري أهمية الأسره بالنسبه للطفل و كيف انهم اكبر مؤثر و أول قدوه يتطلع اليها الطفل كلما كبر.
2- يتعلم أيضا الأطفال من أقرانهم : و هذا شيء هام لنموهم الاجتماعي و العاطفي لذا من الضروري أن نعطيهم الفرصه للعب مع أطفال آخرين و التفاعل معهم خلال مراحل نموهم.
- يتعلمون نظرية الأخذ و العطاء "كيف يصبح لديهم القدرة علي تقديم مساعده و أيضا طلبها عند الحاجه و تقبلها"
-يتعلمون التعاون و التآزر
-يتعلمون كيف يتوافقون مع غيرهم حتي في المواقف التي لا تناسبهم مطلقا.
-يفهم الأطفال أنفسهم أكثر من خلال تفاعلهم مع اقرانهم لأنهم سيعرفون ما هي نظرة أقرانهم لهم.
-يفهمون كيف أن سلوكياتهم تؤثر عليهم و كيف يكون رد فعل الأطفال الآخرين تجاهها .
-لذا فهذا يعد تعليم جيد لهم عن أنفسهم و عن هويتهم و أيضا تعليمهم مفاهيم التعاطف مع الآخرين و مراعاتهم .
3- و أخيرا دعونا نتحدث عن الأشخاص الكبار في حياة الأطفال ربما يكونون جزا من عائلتهم الكبيره أو أصدقاء للأسره أو معلميهم أو مقدمي الرعايه لهم
-أحد أهم الأشياء التي يتعلمها الأطفال هو مفهوم تعدد الثقافات و كيف انه أمر متقبل و ان تنوع الثقافات أمر يحتفل به داخل المجتمع___تصريف___ " يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"
-عندما يكون هناك كبار آخرين في حياة الأطفال طبيعي أن يأتوا بثقافات و معتقدات و قيم مختلفه و متنوعه و هذا شيء عظيم يتعرض اليه الأطفال لأنهم يكبرون علي مفهوم تقبل الآخر و تقبل مجتمعات مختلفه من الناس و هذا يجعلهم أكثر تقبلا للمفهوم العام للثقافه.
بعض الأشياء الأخري التي يتعلمها الأطفال من الكبار تكمن في تعلم مفهوم العواقب و الحدود و بالأخص مفهوم ان لكل فعل رد فعل , تحديدا في السنوات الأولي للطفل يمكن للكبار ان يقولوا لهم شيئا مثل " عندما تفعل هذا فان هذا ستكون نتيجته أو أن هذا عواقب فعل معين "
-في االنهايه يعد الكبار في حياة الأطفال قدوة لهم لننظر الي هذا المثال : يقضي هذا الطفل معظم وقته عنده جده و جدته "لذا فهم الكبار الآخرين المؤثرين علي حياته" في صباح كل أحد يجلس جده بمحاذاة الطاوله يتصفح جريدته "لذا فهذا يظهر للطفل اهتمام جده بالقراءه" فنجد الطفل يحب أن يقلد سلوك جده فيحضر كتاب له و يجلس بجانب جده ليتصفح كتابه .... لذلك الاقتضاء بالآخرين جزء هام جدا في العمليه التنمويه للأطفال

اللعب وسيلة للتعلم

حسنا لنقل ان اللعب مفتاح أساسي لتعليم الأطفال
اللعب هي طريقتهم لمنطقة عالمهم
لكن كيف لنا أن نُعرف "اللعب"؟ أعتقد إننا يمكننا القول ان اللعب هو شيء يمكن الأطفال اختياره بحريه , شيء يلفت انتباههم , يحفزهم , و يتمكنون بالانشغال به لفترة طويلة من الزمن .
و مثله مثل نمو الأطفال يتطور بترتيب متوقع.
ففي بداية أعمارهم و هم رضع نجد أن ما يلفت انتباههم هو اللعب المنفرد مثل مجرد النظر لأصابعهم أو التحرك للمس الأشياء و بعدها يتطور الأمر الي المحاولة بالتحكم بالأشياء من حولهم. و بعد هذه المرحله ينتقلون الي اللعب بشكل متوازي فهم يلعبون بجانب غيرهم من الصغار . يمكننا أن نراهم مثلا يجلسون داخل صندوق الرمل و كلا منهم يصنع قصره من الرمل لكنهم في الحقيقه لا يتفاعلون معا و هذا ينقلنا اليهم قبل دخولهم الي المدرسه حينها يبدأون في المشاركه مع الآخرين في اللعب نراهم يبنون باستخدام المكعبات معا و ربما يتعاونون في بناء مدينه بأكملها و هذا ينقلنا الي مرحله أبعد و أكثر تحضرا عندما يستطيعون اللعب باستخدام القواعد سيتمكنون من تطبيق القواعد وربما مناقشتها و تغييرها و عندما يتفاعلون مع هذه الألعاب نسمعهم كثيرا يقولون أشياء مثل "ليس عدلا" أو "هذا ليس قانون اللعبه " ..
- حسنا ما الذي يتعلمه الأطفال من اللعب؟
في الواقع الكثير:
1-بداية من أنهم"يستكشفون" مثال عندما يرسمون بأصابعهم بالماء علي الأرض و تسطع الشمس سيكتشفون عملية التبخر
2-"يبتكرون" يبتكرون قطعه فنيه رائعه من بعض الألوان السائله
3-"يتعلمون الارتجال" يرفع الصغير القلم و و نراه علي انه قلم لكنه فجأه يتحول الي عصاته السحريه فتعلم الارتجال شيء مدهش في الحقيقه و نحن نحتاجه بشده في حياتنا ككبار لأن الحياه غير متوقعه و القدره علي التكيف من أهم الأمور التي ممكن أن نتعلمها في سن صغيره جدا
4-"المهارات الاجتماعيه" هم يتفاعلون مع أقرانهم و يتعلمون كيف يتعاونون ففي البدايه يتعلمون كيف يشاركون الطرف الآخر في اللعب و بعدها كيف يتفاهمون معا و يجعلون اللعبه تسمتر لفتره أطول وأيضا يتعلمون ما يمكنهم فعله و ما لا يمكنهم فعله في مواقف اجتماعيه مختلفه
5-"باللعب نتحدي تفكيرهم" يخطر في بال الأطفال ما لا نستطيع حصره أذكر أن أحدهم سألني " لماذا تقع الأشياء لأسفل لا لأعلي؟!" فعندما يلعبون يمكنهم تجربة هذه النظريه مثلا و يمكن أن يتوصلوا الي نظريه خاصه بهم ك" الأحجار تقع لأسفل لكن الريش يطير للأعلي" هذا مدهش للغايه لأن الريش يمكن أن يقع لأسفل في يوم هادئ و لكنه سيطير للأعلي في يوم عاصف .. لذا يوجد الكثير من النظريات التي يمكن أن يستكشفوها و يجربوها ليس بالطرق التقليديه لكن في مسار لعبهم الخاص.
-حسنا كيف لنا أن ندعم لعبهم؟
أظن انه من الهام أن نتذكر أن التعلم من خلال اللعب يحدث داخل المبني و خارجه في مساحات مفتوحه و ليس أحدهم فقط فالأطفال يتعلمون بعض النظريات و هم يلعبون في الداخل كما يتعلمون نظريات أخري من خلال لعبهم في الخارج
- شيء آخر يجب أن نتذكره هو أن لا نفرض عليهم منهج خاص للعبهم و نسمح لهم بالتحكم بلعبهم بأنفسهم ففي النهايه الهدف من لعبهم أن يحفزهم و يتحداهم و يثريهم بالمعرفه و لو في كل مره حددنا لهم هدف لينجزونه فهل هذا حقا يعد لعبا ؟!
-و أعتقد انه من المهم أن نتأكد اننا نعطيهم الوقت الكافي للعب ل(يلعبوا ,ليتمتعوا ,ليستغرقوا) في اللعب ففي بعض الأحيان يصبح الأطفال مستغرقين في اللعب لفتره طويله جدا و لو كنا متعجلين في الرحيل أو انجاز الأشياء سنقطع عليهم مسار لعبهم و كل ما يحققه لهم من تحدي و متعه و تعلم.
-شيء آخر يمكن فعله لدعمهم ايجابيا وهو أن نمدهم بالفكر و بالموارد التي تثري لعبهم و تجربتهم فلنفكر في هذا المثال لأطفال يبنون مدينه بالمكعبات يمكن أن نقترح عليهم بأن نأتي ببعض السيارات التي يمكن أن نسوقها في طرق المدينه أو يمكن أن نُدخل خط قطار بطول المدينه و نصنع له محطات و ربما يكون عندنا بعض الدمي لأناس صغار أحدهم يسوق القطار و آخرين ينتظرون في المحطه ليركبوه أو ليركبوا التاكسي مثلا و بعدها يمكن أن نسأل الأطفال بعض الأسئله عن مدينتهم لتحفيزهم أكثر , فبذلك يمكننا أن نرشد و نساند لعبهم دون التحكم به وممكن أن نُثري معلوماتهم بعض الشيء فمثلا نقول لهم "أتساءل هؤلاء الذين نزلوا من القطار هل يحتاجون للذهاب و شراء أشياء لهم ؟" و نجد الأطفال وقتها يبدأون في انشاء مركز تجاري ... و هكذا نري من مثال واحد بسيط اننا يمكننا ببعض المكعبات و بعض الاضافات البسيطه و بعض الاسئله التوجيهية أن ندعم لعبهم و يمكن للأطفال دون سن المدرسه الاندماج في مثل هذه الأنشطه لوقت طويل جدا.