الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

التبادلية


في الموضوع السابق رأينا مثالا عن بن و أمه و ما رأيناه هو بداية لما نسميه بالعلاقة التبادلية أو بمعني آخر علاقة الأخذ و العطاء و هو عندما يبدأ الطفل و مقدمي الرعاية بعمل حوار متبادل.
في البداية يكون الأمر أساسي جدا حيث يبدأ الرضيع في البكاء فمقدم الرعاية "في المراحل الأولي" لا يعرف لماذا كل هذا البكاء ؟! و يسألون أنفسهم هل هو جائع ؟ هل هم متعب؟ هل يشعر بالألم ؟ و يتفاعل مقدمي الرعاية بناءا علي هذا و ما يتعلمه الرضيع هنا "آه إذا بكيت فسيأتي أحد ليحملني و يساعدني" و هذا بداية الحوار المتبادل بينهم تدريجيا يتطور الحوار بينهم , فبدل من مجرد البكاء البسيط , يستمع الطفل إلي صوت مقدمي الرعاية و يبدءون بتحريك أجسامهم يبدو هذا و كأنه حوار غير منطوق يحدث , و ما يتساءله الرضيع إذا تحركت و أنت تحدثني هل ستسمر في الحديث معي ؟ أم ستذهب بعيدا ؟ بالطبع إذا استمريت بالتحدث إليه فستجدينه يستمر في تحريك جسده و غالبا بشكل يمكن توقعه حيث تتحدثين فيحرك أطرافه تتحدثين ثانية فيحرك أطرافه ثانية , إنها عملية تبادليه بينكم ,, الرضع أيضا يحبون النظر إلي الوجوه و خاصة إذا كان وجهك علي بعد 15 أو 30 سم عن وجهه حينها يركزون فعلا في الوجه .
و بالطبع لدينا هذا الوقت الساحري حين يبدءون في الابتسام , يبتسم لك الرضيع فتبتسم له أنت بالطبع في المقابل و بعد قليل يكتشف الرضيع آه أنا أبتسم و حينها يبتسم شخص آخر إليّ و سيكون بمقدورنا البقاء مده معا نستمتع بهذا التبادل .
دعونا نلقي نظره أبعد عن نظام التبادل , يمكنك أن تلاحظ حين يتعلم الطفل الصغير لعبة "إخفاء الوجه-peekaboo" نحن الكبار نبدأ في إخفاء أعيننا و كأنا اختفينا لكنا نظهرهما ثانية فيعرف الصغير أننا ما زلنا هنا , و ما سيفعله الصغار أنهم سيقلدوننا و في الواقع هذه طريقة مسلية جدا للعملية التبادلية و تستمر مرارا و تكرارا و سيلعبها الأطفال بشكل لا نهائي و المهم في هذه اللعبة ليس فقط أنها تطور لديهم النطق لكن أيضا تطور تعلم تعبيرات الوجه و الأطفال حينها يتعلمون أن التواصل مع الآخرين عملية أكثر تعقيدا من مجرد الكلام و إن له أوجه كثيرة.
و أيضا الأساسيات حين نري أطفال كبار قليلا يتبادلون الأدوار في اللعب لأنها عملية أخذ و عطاء ,هذا التبادل في الحقيقة حوار يقول أحدهم للآخر حسنا سأنتظرك و أنت في المقابل ستنتظرني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق